والدعوى الماثلة عبرة لمن يعتبر

زيزي الموكل ، إحترس وانت تشتري عقار من احد المطورين العقاريين المشهورين ولا تغامر بمالك كاملاً ، وإذا تعاقدت مع هذا المطور فلا تدفع له الثمن كاملاً حتى تطمئن ان المشروع ظهر إلي النور واضحى له وجود على أرض الواقع ؛حتى لا تخسر مالك ومدخراتك ثمرة جهدك وعمرك .

والدعوى الماثلة عبرة لمن يعتبر

حيث وكلنا أحد رجال الاعمال المشهورين لإقامة دعوى له ضد احد المطورين العقاريين المشهورين جداً ، والذي إنخدع في اسمه وشهرته و حجم مشروعهم العقاري الكبير والدعاية التي صرفت علية والتصميم الهندسي المبهر للمشروع ومكانة المتميز وتعاقد  موكلنا مع هذا المطور على شراء دور كامل في المبنى الفخم ودفع الثمن كاملاً دفعة واحدة والذي يقدر بمبلغ وقدرة ثلاثة و ثلاثون مليون درهم وهو بلا شك مبلغ كبير ومبالغ فيه آنذاك إلا ان الوقت والتاريخ كانا يشيران إلي ان الصفقه رابحة بإمتياز رغم المغامرة التي قام بها موكلنا إلا ان الرياح تأتي بما لاتشتهي السفن ، حيث حدثت الازمة العالمية سنة 2008 والتي ترتب عليها حدوث ازمه مالية و إقتصادية حادة وخاصة لدي الدول التي تنتهج اسلوب الاقتصاد المفتوح وقد ترتب علي الازمه  توقف المشروع العملاق تماماً وعدم فدرة المطور العقاري على إستكمالة لتكلفته العالية جداً وعدم توافر النقديه  لدية ولطمع هؤلاء المطورين في حجز العديد من الاراضي باموال المشتريين و المستثمرين طمعاً في المزيد من الربح والثراء على حسابهم لم يتمكن هذا المطور من إتمام المشروع ، وتلك العوامل جعلت المطور العقاري المشهور لا يستطيع تنفيذ المشروع الحالي او سداد اقساط الاراضى الاخرى التي حجزها ، واضحى في مأزق لايعلمة الا الله وقد إنعكس هذا الواقع الاليم على المشتريين والمستثمريين في مشاريعه ومنهم موكلنا صاحب الدعوى الماثلة ؛ إذ أنه لم يستلم الدور الذي اشتراه ولم يستلم فلوسة التي دفعها للمطور لتعثر الاخير للاسباب سالفة البيان لاسيما وان موكلنا دفع الثمن كاملاً ومبلغ كبير جداً وكان هذا خطأ كبير جداً منه.

تولينا الدعوى نيابة عن موكلنا المذكور واقمنا له دعوى فسخ عقد البيع ورد الثمن مع التعويض ضد المطور وقد تداولت هذه الدعوى بالجلسات وقررت المحكمة ندب خبير هندسي في الدعوى لمعاينه المشروع وبيان ما تم إنجازه منه علي ارض الواقع وسبب التأخير في الانجاز وبيان الوقت اللازم لإنجاز المشروع وعما إذا كان يمكن للمطور تسليم موكلنا المشتري الدور الذي اشتراه في مشروعة الضخم سالف البيان.

وجاء تقرير الخبير مؤيداً لوجهه نظرنا بأن المطور العقاري لم يقم بإنشاء المبنى اصلاً رغم مرور ثلاث سنوات علي التعاقد  وأنه متعثر بسبب الازمه العالمية وأن الاعمال متوقفه تماماُ في المشروع وأنه استولى على اموال المشتري و أنتفع بها طوال كل هذه السنوات دون اي فائدة تعود على المشتري.

وبناءً على ما جاء في هذا التقرير طلبنا إلزام المطور العقاي برد الثمن و قدره ثلاثة وثلاثون مليون درهم مع الفائدة القانونية بواقع 9% سنوياً و إلزامة بأن يدفع تعويضاً لموكلنا عما لحقة من اضرار مادية وادبية وما فاتة من كسب وما لحقة من خسارة جراء إخلال المطور بإلتزماتة التعاقدية وإستيلائه على اموال موكلنا.

وبعد أن تداولت الدعوى بالجلسات قضت المحكمة بفسخ عقد البيع محل الدعوى وإلزام المدعي عليه المطور العقاري بأن يرد لموكلنا المدعي مبلغ وقدرة ثلاثة و ثلاثون مليون درهم مع الفائدة القانونيه بواقع 7% من تاريخ المطالبة وحتى السداد التام.

وللإجابة على هذه الاسئلة ظلت هذة الدعوى متداوله  في المحاكم ما يقرب من سنتين ، وبحث موضوعها خبراء في المساحة والعقارات من داخل الدولة وخارجها بل إنه تم ندب لجنة للاستعانة برأيها من امريكا لحسم هذا الخلاف.

وإلزام المدعى عليه المطور العقاري بأن يدفع لموكلنا المدعى مبلغ وقدرة ثلاثه عشر مليون  وخمسمائه الف درهم تعويضاً عما لحقة من اضرار مادية وادبية وما فاته من كسب وما لحقة من خسارة.

ثم اضحى هذا الحكم نهائياً وباتاً ، وحالياً مازال هذا الحكم محل التنفيذ امام القضاء بسبب تراكم الديون على المطور العقاري.

لذا عزيزي الموكل اردنا ان نسرد لك هذه القضية للعبرة والعظة بأن لا تغامر بمالك كلة او جزء كبير منه منخدعاً بأسم المطور العقاري الشهير حتى لا تفقد مالك وتندم على ما فات في وقت لا ينفع فيه الندم ، ولكن عليك ان تغامر بجزء من مالك ولا تزيد الدفع الا مع تطور الاعمال في المشروع على ارض الواقع وإظهار الجدية من المطور في الانجاز حتى لا تقع في فخ المطورين العقاريين المشهورين والدعايات و الرسومات و التصميمات الهندسيه الراقيه المبهره  التي تؤثر على القلوب والعقول وتفقدك مالك ثمرة جهدك وحياتك.

والله الـموفق